Saturday, August 30, 2008

الدكتورعبد الله عباس الندوي

الدكتورعبد الله عباس الندوي

كان الدكتور من رواد اللغة و الأدب العربي والأردي القلائل في شبه القارة الهندية و من أبرز علماء عصره و من الذين اتقوا الله في شئونهم و اجتنبوا الإختلاف و فكروا في جمع شمل الأمة المشتت و حاولوا لصالح القوم، فتحمل مسئوليات مهمة في مجالات التدريس و الكتابة و التحقيق وأدى دورا ملموسا في خدمات العلوم الأسلامية المختلفة خاصة في ميادين الأدب و اللغة و القرآن و التاريخ و السيرة و النقد و البلاغة، و نال القبول بين الأوساط العلمية و الأدبية.

ولادته و أسرته: ولد الدكتور الندوي عام 1343للهجرة المصادف 1925م في أسرة نجيبة من سلالة سيدنا جعفر الطيار-رضي الله عنه- بمدينة فلواري شريف، بتنه، بولاية بهار من الهند، فسمي بعبدالله.

نشأته و دراسته: إنه تلمذ أولا على أبيه الشيخ المفتي محمد عباس الذي كان من كبار العلماء و الفقهاء فتعلم منه الإبتدائية ثم سافر إلى لكناؤ و التحق بمدرسة فرنغي محل القديمة و درس بعض كتب النحو و الصرف و المنطق و ترجمة القرآن الكريم من بعض الأساتذة الكبار من أمثال المفتي محمد عتيق
والأستاذ حكيم محمد أشرف و الأستاذ نعمة الله و الشيخ سميع الحق. ثم نال القبول من دار العلوم التابعة لندوة العلماء بلكناؤ عام 1358للهجرة المصادف 1939م في السنة الخامسة الابتدائية و تلقى العلوم الدينية و اللغة العربية و آدابها و اللغة الأردية و آدابها و اللغة الإنجليزية من أبرز علماء ذلك العصر من أمثال الأستاذ محمد ناظم الندوي و الشيخ عبدالسلام القدوائي الندوي و الأسباذ الشاه حليم عطا حتى تخرج فيها في عام 1947م بشهادة الفضيلة (الإختصاص).و في عام 1965م نال القبول من جامعة ليدز( niversityu leads ) بلندن في مادة "فلسفة علموم اللغة" فأولا أكمل الدبلوم في الماجستر(PGD) بدرجة"ممتاز" و في عام 1967م حصل على شهادة الدكتوراه تحت إشراف البروفيسور إيسرلين(Eserlin) و كان موضوع بحثه في الكتوراه "علاقات اللهجات العربية الرائجة باللغة الفصحى" وقد تم مناقشة مقالته هذه أمام البروفيسور جون كرفس من جامعة لندن و البروفيسور ميك مين من جامعة ليدز.

حياته العلمية: عاش الدكتور حياة علميةو أدبية و اشتغل بالدراسة و الكتابة و احتل مكانة مرموقة بين الأوساط العلمية و الأدبية فتحمل مسئوليات كبارو حظي بمناصب جليلة على الستوى العالمي فكان عميدا للشئون التعليمية بدارالعلوم التابعة لندوة العلماء بلكناؤ، و مستشارا لرابطة العالم الإسلامية، و رئيس تحرير للمجلة الأنكليزية الصادرة من قبل الرابطة، و وكيل الإدارة للمنظمات الإسلامية في الرابطة، و مسئولا عن الخدمات الأردية بمحطة الإذاعة السعودية، و عضوا لمجلس علوم اللغة بجامعة كيمبردج، ورئيس تحرير لمجلة "ذكر و فكر" الأردية الصادرة من نيودلهي, و كذلك كان من أعضاء للمنظمات الإسلامية المختلفة.

إنه قام بجولات علمية و الأدبية في بلدان آسيا و أوربا و أمريكا و إفريقيا المختلفة فزار بعضا منها محاضرا و أستاذا زائرا و بعضا منها مبلغا و داعيا و بعضا منها دارسا و باحثا, وبعضا منها كسائح. فقد زار بريطانيا و هولندا و ألمانيا و فرنسا و الروم من البلدان الأوربية، والولايات المتحدة و هونج كونج من القارة الامريكية، والمملكة العربية السعودية و لبنان و بورما و سيريلانكا و بنغله ديش و باكستان و أفغانستان و جزيرة مالديب و كوريا و الفلبين و سنغافور و ماليزيا و تايلاند و اليابان من البلدان الآسيوية، وأفريقيا الجنوبية و المراكش و النيروبيا و نيجيريا و مصر من البلدان الأفريقية.و بزيارته لهذه البلاد حصل له خبرة عظيمة عن احوال العالم التعليمية و اللغوية و الثقافية و الحضارية و خلال هذه الرحلات وقف على حالة المسلمين في هذه البلدان بصفة خاصة و في سائر العالم بصفة عامة.

في ذمة الله: انتقل الدكتور إلى جوار رحمة الله -و قد بلغ الواحد و الثمانين من عمره- بعد أن عان من مرض شديد و ذلك في يوم السبت الواحد من يناير عام 2006 في مستشفى بالمملكة العربية السعودية و حضر جنازته مآت آلاف من المسلمين في الحرم المكي الشريف، و تم تدفينه في جنة المعلى بمكة المكرمة. إنا لله و إنا إليه راجعون.

مآثره العلمية و الأدبية: إنه أنتج انتاجات و ألف تأليفات و خلف مآثر مهمة في المجالات المختلفة كعلم اللغة و علوم القرآن و النقد و البلاغة و الأدب و السيرة و الشعر الأردي و الترجمة بكلا اللغتين العربية و الاردية. فألف بالعربية ما يلي:
1-دروس الأطفال
2-ترجمات معاني القرآن الكريم و تطور فهمه عند العرب.
3-المذاهب المنحرفة في التفسير
4-نظام اللغة الأردية
5-شرح كتاب النكت في إعجاز القرآن للرماني.
6-أساس اللغة العربية (ثلاثة أجزاء)
7-تعلم لغة القرآن الكريم (العربية-الإنكليزية)
8-قاموس ألفاظ القرآن الكريم (العربية-الإنكليزية)
9-أسباب التكرار في القرآن

و ألف وأنتج بالأردية ما يلي:
1-آسان فقه
2-عربي مين نعتيه كلام
3-تفهيم المنطق
4-بيغمبر اخلاق و انسانيت (مجموعة خطبه حول السيرة النبوية)
5-قرآن كريم تاريخ انسانيت كا سب سى برا معجزه.
6-تاريخ تدوين سيرت
7-آفتاب نبوت كي جند كرنين
8-مير كاروان
9-نغارشات
10-تبصره بر مين بهي حاضر تها وهان
11-روح كائنات و فضائل درود و سلام.
12-سفر نامه حيات
13-مصائب كا مداوا (شرح قصيدة للعلامة النحوي المراكشي)
14-مشاهدات و واردات (مجموعة الافتتاحيات لمجلة "تعميرحيات" الأردية)

و ألف بالإنكليزية كتابا بإسم"Learn the language of the Holy Quraan"

إنه قام بترجمة عدة كتب مهمة لبعض العلماء الكبار فأسماء الكتب التي ترجمه كما بالتالي:
1-انسانى دنيا بر مسلمانون كى عروج و زوال كا اثر (من العربية و هو ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين للعلامة ابي الحسن علي الندوي)
2-تبليغ و دعوت كا معجزانه اسلوب (من العربية و هو روائع من أدب الدعوة )
3-المرتضى (من العربية للعلامة ابي الحسن الندوي)
4-ارشادات نبوي كي روشني مين نظام معاشرت (من العربية و هو الأدب المفرد للإمام البخاري- رحمة الله عليه)
5-ردائ رحمت (من العربية و هو قصيده برده)

و له عدة كتب غير مطبوعة و هي كلها بالأردية
1-كليات عارف (مجموعة شعرية)
2-مشاهرين و معاصرين
3-تبصرے و جائزے
4-سفرنامے.

الملاحظ: إن هذا المقال تلخيص من خطة البحث للباحث قمر شعبان الندوي.

المذهب الرومانسي الأدبي


المذهب الرومانسي الأدبي







المذهب الرومانسي الأدبي








تحت الإشراف


مفضال الأستاذ: أورنكزيب الأعظمي













الإعداد:


محسن عتيق خان

السنة الأولى من الماجستر في الآداب

مركز الدراسات العربية و الإفريقية

كلية دراسة اللغات و الآداب و الثقافات

جامعة جواهرلال نهرو، نيو دهلي















المذهب الرومانسي الأدبي



هو أدب ثورة و تحرر وتجديد وعاطفة و وجدان و إبداع ،يفتح مجالا واسعا أمام الأصالة و الخلق و الابتكار، ويعبر فيه الشاعر و الأديب آلامه و أحزانه و همومه، و يثور على القيم الكلاسيكية و يدعو إلى التحرر منها ، و يفر من معاناة المجتمع وما يعج به من أحداث إلى جمال الفطرة و بهاء الخيال، فهو أدب ذاتي يكثر فيه الشعر الوجداني و الإضاء بالذات و طابع الفرد، و يشوبه عدم الرضاء بالواقع و محاولة التمرد عليه و التغني بالآلام و الهروب من الحياة المدنية و القلق على المجتمع و الحزن الغالب على النفس في كل حال و بدون سب، و التمرد على عقلانية التنوير.


الرومانسية لغة و اصطلاحا:


الرومانسية و الرومانتيكية و الرومانطيقية و الرومانتية ترجمات صوتية لكلمةRomanticism الإنجليزية و الكلمة الإنجليزية هي بنفسها مشتقة من لفظة سويسرية Romanious التي أطلقت على اللغات واللهجات و الاّداب المتفرعة عن اللغة اللاتينية القديمة.وقد تعددت الترجمات العربية للمصطلح الأجنبيRomanticimكتعدد ترجمتها الصوتية فالرومانسية تعرب بالوجدانية و الذاتية و الإبداعية و الابتداعية. و لكن في معظم الأحيان يسمى هذا المذهب الأدبي بالرومانسية.

و في الاصطلاح: الرومانسية مذهب أدبي برز في الآداب العالمية كثورة على القيم و القيود والقواعد و الأصول الكلاسيكية الخانقة عند ظهور النهضة الحديثة.

ظهور الرومانسية في الغرب:


أخذت الرومانسية تظهر في أوربا خاصة في انجلترا و فرنسا و ألمانيا في الربع الأخير من القرن الثامن عشر, و كانت تهدف الى التخلص من سيطرة الآ داب الإغريقية و الرومانية والقواعد القديمة الفنية عندما بدات أقطار أوربا تأخذ نفسها نحو الاستقلال في اللغة و الأدب و الفكر و الاستعداد لدخول عصر النهضة فقد كان الإنسان لم يعد قادرا على تحمل القيود و الضوابط الملكية و الأقطاعية و الكنيسية التي كانت قد اخضعت الحياة السياسية و الاجتماعية و الثقافية منذ قرون طوال.

وفي الحقيقة كان شيكسبير"1564-1616" أول من نهض ضد هذه القواعد المتبعة القديمة فلم يتقيد في انتاجاته بالوحدات الثلاث (وحدة الزمان و المكان و الحدث) ولم يلتزم بمبدأ الفصل بين الأنواع التي كان اليونانيون والكلاسيكيون الجدد يتقيدون بها، بالإضافة إلى ما في أيديه من قدرة على التحليل ووصف العواطف الإنسانية والأخلاق البشرية، ولكن المدرسة الرومانسية المعروفة لم تأسس على أيديه بل برزت إلى الوجود بعده بقرن ونصف عند الثورة الفرنسية في سنة 1789م أو عندما أصدر وليم وردزوارت (william wordsworth) و كلوريدج(Samuel Taylor Coleridge) ديوانهما "المواويل الغنائية (Lyrical Ballads) في عام 1798م.


تطورت الرومانسية في أوربا تطورا كبيرا فقاد هذه الحركة في انجلترا الشاعران اردزوارت "1770-1850" و كلوريدج "1772-1834" اللذان جعلا الانسان بهمومه و اهتمامه محورا لشعرهما في ديوانهما "المواويل الغنائية" و قد شهدت إنجلترا أدباء رومانسيين آخرين نالوا شهرة واسعة و تركو بصماتهم في الأدب لإنجليزي الرومانسي منهم وليم بلاك (William Blake) "1757-1827" و جامس طومسون "1700-1742". وظهرت الرومانسية في ألمانيا على أيدي الأديب غوت صاحب كتاب "ألام الشباب وارذر" و قد صدر سنة 1774 و نقل بعد ذلك إلى الإنجليزية و الفرنسية سنة 1775، و اعتبر بطل الرواية "وارذر" بطلا للرومانسية. أما عن الرومانسية بفرنسا فإنها جاءت متأخرة عن الرومانسية الإنجليزية والألمانية، فظهرت هذا التاثير بوضوح سنة 1830 بعد سفر كل من لامارتين "1790-1869" و الأديب فيكتور هيجو- اللذان أعتبرا من أعلام الحركة الرومانسية بفرنسا- إلى بعض الدول الأوروبية.

وقام فيكتور هيجو بانتاج أعمال كالبؤساء و هرناني و عمال البحر و غيرها و هو الذي قال المقولة الشهيرة المتداولة"يجب أن نخلص الشعر من الموضوعات المأخوذة من عصور غريبة عنا"ولقد كان لفشل نابليون وهزيمته في معركة (واترلو) عام 1815 أثراً بارزاً في تأجيج الروح الرومانسية، وطبعها بطابع الحزن واليأس والتشاؤم، وذلك لأن الفرنسيين الذين حسبوا أنهم أصبحوا حملة لراية الحرية، وصاروا يحلمون بأنهم سيقودون العالم، ويملكون فجاج الأرض، انتهوا إلى هزيمة منكرة، ووقعوا في قبضة أعدائهم.


الرومانسية في الأدب العربي:


نجد بعض الملامح للمعالم الرومانسية الأوروبية في شعرنا العربي القديم، ولكنها لم تتخذ طابعا مذهبيا تتجسد فيه النسب الفنية الرومانسية بدرجة عالية إلا في العصر الحديث، و في الربع الأول من القرن العشرين خاصة. و ذلك للاتصال المباشر بين الحياة العربية الثقافية و الحياة الاوروبية الثقافية عن طريق الصحافة والكتابة والسفر والمناهج المدرسية الحديثة في الأقطار العربية، ولكن هذا التأثير الخارجي لم يكن ليجد طريقا سهلاً في النفوس لولا الظروف المحلية التي كانت مهيأة في البيئة العربية آنذاك لاستقبال هذا النوع من الأدب والكتابة على هداه. ولعل من أبرز هذه الظروف ذلك الحزن الذي تولد نتيجة للإحباط بعد فشل الثورات التي قاومت الاحتلال في مشرق العالم العربي ومغربه، بالإضافة إلى الظلم والقهر الذي مارسته السلطات الوطنية التي ورثت الحكم من الاحتلال الأجنبي. ولهذا نمت نبتة الحزن والتشاؤم واليأس في البيئة العربية، وتغذت حين وجدت ما يشبهها في الآداب الغربية، فتقلد الجيل الجديد العربي الذي تثقف باثقافات الغربية و انتهل من مناهل الغرب في القرن العشرين بما وجده متناسقا و متشابها ببيئتهم العربية و أوضاع العالم الإسلامي، فظهرت بوادر الرومانسية على يد الرجال المثقفين الذين هاجروا إلى أمريكا فرارا من فوضى العالم العربي و أوضاعه الخانقة و دعوا بالمهجريين من أمثال جبران خليل جبران و إيليا أبو ماضي و غيرهما الذين أجادوا اللغة الإنجليزية إلى لغتهم الأم فتمكنوا من الإطلاع على عيون الأدب الغربي عامة و الأمريكي خاصة و كذلك على يد الرجال الذين زاروا البلدان الغربية في البعثات الحكومية للدراسة و أغراض أخرى. و يقول الأستاذ عباس محمود العقاد، وهو من أبرز أعمدة هذا الاتجاه:"فالجيل الناشئ بعد شوقي وليد مدرسة لا شبه بينها وبين مَن سبقها من تاريخ الأدب العربي. فهي مدرسة أوغلت في القراءة، ولم تقتصر قراءتها على أطراف الأدب الفرنسي، كما كان يغلب على أدباء الشرق الناشئين في أواخر القرن الغابر ... ولعلها استفادت من النقد الانجليزي فوق فائدتها من الشعر وفنون الكتابة الأخرى"


ظهرت الرومانسية في الأدب العربي على صورة مذهب نظري نقدي ثائر قبل أن يجسدها الأدباء في إنتاج فني، وتبلور هذا الاتجاه في كتابين نقديين هما "الديوان" سنة 1921، و كتاب "الغربال" سنة 1922 لميخائيل نعيمة وقاد هذا المذهب في الأدبي العربي شعراء كبار من أمثال خليل مطران و عبدالرحمن شكري، و أبو شادي، و أبو القاسم الشابي، و إيليا أبو ماضي، و بشارة الخوري و غيرهم. ومن المعروف أن هذا الاتجاه مثلته ثلاث مدارس هي مدرسة الديوان ومدرسة المهجر ومدرسة أبولو التي مثلت قمة ما وصل إليه هذا الاتجاه في أدبنا و هنا نذكرها بقدر من التفصيل ليتسنى لنا فهم هذا المذهب الرومانسي و نشأته و تطوره أعلامه.


جماعة الديوان:

تطلق جماعة الديوان على شكري و العقاد و المازني نسبة إلى الكتاب النقدى الذي أصدره العقاد والمازني عام 1921م. و كانت هذه الجماعة طليعة جيل جديد و مقدمة لجماعة أبولو وحملت راية التجديد في مطلع القرن العشرين و وقفت في وجه الحركة التقليدية التي كانت تحتل المكان الأول في الأمة العربية بقوة موسيقاها و جمال صياغتها فحاول المازني في الجزء الأول من هذا الكتاب تحطيم زعامة شوقي الشعرية الذي كان من رواد الكلاسيكية الجديدة، و في الجزء الثاني حاول المازني تحطيم المنفلوطي مسميا أدبه بأدب الضعف بالإضافة إلى أن تابع فيه العقاد شعر شوقي بالنقد و التنقيد و التجريح. و كان يمكن أن تكون هذه المدرسة ذات أثر بالغ لو لا أنها تفككت سريعا، فقد وقعت الخصومة بين شكري و المازني بما قضى عليها معا. و نتيجة لهذه الخصومة لم يصدر من الديوان إلا جزئين و كان قد ذكر في مقدمة الجزء الأول بأن هذا الكتاب" الديون" سيتم في عشرة أجزاء. و كان من أغراض الديوان:

1-الدعوة إلى تخليص الشعر من صخب الحياة و التعبير عن الذات.

2- الدعوة إلى الوحدة العضوية للقصيدة بحيث تكون عملا فنيا تاما.

3-التحرر من القافية الواحدة و الدعوة إلى تنويع القوافي و إرسالها.

4-العناية بالمعنى و إدخال الأفكار الفلسفية و التأمل في قصائدهم و نفثات صدورهم.

5-تصوير لباب الأشياء و جوهرها و الاهتمام بهذا الباب و البعد عن الأعراض.

6-تصوير الطبيعة و الغوص إلى ما وراء ظواهرها.

7-التقاط الأشياء البسيطة العابرة و التعبير عنها تعبيرا فنيا جميلا يبعث فيها الحياة.

و كان لهذه المدرسة دوي في العالم العربي و سرعان ما توجه شعراء الجيل الجديد إلى التجديد وتجاوب مع هذه الحركة ميخائيل نعيمة إمام حركة التجديد في الشعر المهجري فأصدر كتابه النقديى "الغربال" سنة1923.


جماعة أبولو:

من تلاطم حركة التقليد و حركة الديوان و النزعة الرومانسية انبثقت حركة شعرية جديدة تبلورت في جماعر أبولو عام 1922 التي أسسها أحمد زكي أبو شادي و محمود حسن إساعيل و عبدالله بكري و عبدالقادر عاشور وغيرهم، و ترأسها في بادئ الأمر أحمد شوقي و استجاب العقاد لدعوتهم و أصدروا مجلة بإسم "أبولو" نسبة إلى رب الشعر و الأدب والماشية والزراعة في اليونانية. و انتظم في صفوفها شعراء من مختلف المشارب و النزعات من أمثال مطران و شوقي و إبراهيم ناجي و أبو محمود. و كان من أغراض هذه المدرسة ما يلي:

1-السمو بالشعر العربي و توجيه جهود الشعراء توجيها شريفا.

2-مناصرة النهضات الفنية في عالم الشعر.

3-ترقية مستوى الشعراء أدبيا و اجتماعيا و ماديا و الدفاع عن كرامتهم.

وبذلك نلاحظ أن جماعة أبولو هيى امتداد لجماعة الديوان وكلتاهما اكتستا بصبغة التأثر بالثقافة الإنكليزية التي تعمق بها أصحابها، و قد تميزت هذه الجماعة بشيئين هامين و هما الوجدان الذاتي و التعبير الرمزي.


و تضم مدرسة المهجر جمعيتين هامتين و هما :


الرابطة القلمية:

ولدت فكرة الرابطة القلمية بدافع الغيرة على الأدب العربي في المثقفين الذين نزحوا من البلدان العربية إلى شمال أمريكا و وقفوا بما في الغرب من نشاط أدبي و تطور فتلهبت الغيرة و الأسف في نفوسهم على جمود و استقرار الأدب العربي و على حالة اللغة العربية المؤلمة و حاول بعض منهم تلمس السبيل لإقالة الأدب العربي من عثرته و جموده و أسسوا جمعية بإسم "الرابطة القلمية" عام 1920م برئاسة الشاعر جبران خليل جبران. و كان من أهم رجال هذه الرابطة ميخائيل نعيمة و إيليا أبو ماضي و و نسيب عريضة و رشيد أيوب. و راح أعضاء الرابطة ينشرون انتاجهم في جريدة "السائح" التي يملكها أحدهم و هو عبد المسيح الحداد و كانوا ينشرون انتاجهم من قبل في مجلة "الفنون" التي احتجبت قبل نشوء الرابطة.وفي عام1921م ظهرت " مجموعة الرابطة القلمية" تحمل عددا وافرا من المقالات و القصائد بأقلام أعضاء الرابطة و كانت تلك المجموعة هي الوحيدة التي أصدرتها الرابطة و لم تتمكن من إصدار غيرها لأنها كانت تفتقر إلى المال.و ظلت الرابطة القلمية حية بأعضاءها العشرة نحو إحدى عشرة سنة من 1920 حتي 1931 ثم بدأت تضمحل عندما مات جبران و انتقل بعض أعضاءها إلى وطنهم.


العصبة الأندلسية:

تأسست العصبة الأندلسية في جنوب أمريكا ببرازيل بمساعي ميشال معلوف الذي كان أديبا صادق الموهبة الأدبية و كان علي بسطة في المال و رحابة في الصدر. إنه قرر مع بعض الرفاق أن يعملو عملا حاسما في توجيه الأدب و السمو به و سرعان ما تم له ما أراد فقد التف حوله نخبة من خيرة الأدباء المهاجرين من أمثال داؤد شكور و نظير زيتون و يوسف البعيني يؤمنون بفكرته و يتوقون مثله إلى التعاون في رابطة أدبية واحدة تقوم لهم مقام الرابطة القلمية الشمالية فأسسوا رابطة بأسم "العصبة الأندلسية" عام 1923م و أصدروا مجلة بإسم "العصبة" و انتخبوا ميشال معلوف رئيسا و تسلم رئاسة تحرير المجلة حبيب مسعوج. و لم تقتصر العصبة على الأعضاء السابقين فما أن شاء اسمها حتى تسارع كبار الأدباء في المهجر كالشاعر القروي رشيد سليم الخوري و الياس فرحات و شفيق معلوف و رياض المعلوف و هكذا أصبحت العصبة رابطة عظيمة الأهمية لأدباء العرب المهاجرين. ظل ميشال ينفق على الرابطة حتى علم 1938 حين عاد إلى و طنه لبنان، و راحت مجلة العصبة تصدر حتى عام 1941 عندما أصدر رئيس جمهورية برازيل أمرا يحظر فيه إصدار أي صحيفة أو منشور أو كتاب في غير لغة البلاد الرسمية. و في آخر الأمر انفرطت العصبة الأندلسية بمرور الزمن حين لم يبق من يملأ مكان الأولين.


و هناك تأسست بعض جمعيات أخرى ولكننا نترك ذكرها خوفا من التطويل.


خصائص المدرسة الرومانسية:


ومن أهم خصائص المذهب الرومانسي :

انه يجهد العقل و يتوج مكانه العاطفة و الشعور و يسلم القياد للقلب.

بروز الذاتبية في الأعمال الأدبية لأن الأدب في نظرهم أدب ذاتي و شخصي.

-اتخاذ الطبيعة مادة خاما لأعمالهم الأدبية و الهروب إليها لصياغة التجارب الشعرية.

-تسعى الرومانسية إلى التعمق في أسرار الكون عن طريق تقديم الخيال و تفضيله على العقل و تقديس النزعة العاطفية ألى حد الإسراف.

- التعبير عن معاناة الضعفاء و مظاهر القلق و الحزن و التفاؤل و التشاؤم. و قد طمحت إلى عالم تسوده مبادئ العدل و المساواة معلنين عن تعاطفهم مع الضعفاء المحرومين، و قد نادت الرومانسية بتحطيم القيود و القواعد المفروضة على الأدب و ركزت على التلقائية و السليقة الحرة.


الفرق بين الرومانسية الغربية و العربية:


لا شك في أن الرومانسية وردت في الأدب العربي من الغرب ولكنها في الأدب العربي الحديث لها طابعها وسماتها المتصلة بواقعه السياسي والحضاري. يقول الدكتور حلمي علي مرزوق: "حتى أولئك الذين سلكوا مسلك الرومانتيكيين من شعرائنا المحدثين، وبرزوا برؤيتهم الجديدة بروزاً غير منكور وهذا الشابي ثار بنفسه وثار بالحياة الاجتماعية، كما ثار بالأرض والسماء، إلا أنه يعود آخر الأمر فيفزع إلى الله بالتوبة والاستغفار. ولعل في ذلك كله تفسيراً لما آل إليه أمر الرومانتيكية في مصر وعامة العالم العربي، لأنها لم تنجح قط في فلسفتها بقدر ما نجحت في تلخيص الأدب العربي الحديث في آفاق الشكل والقوالب الشعرية التي مات فيها الإحساس، كما صرفته عن الغلو في التجديد ."

وبسبب من هذا نجد الدكتور عبدالقادر القط يسمي هذا الاتجاه في أدبنا بـ (الاتجاه الوجداني) تميزاً له عن خصوصيات الرومانسية الغربية وارتباطها بالتيارات الفكرية والفلسفية. ولعل من آيات الملامح الخاصة بأدبنا ذلك التيار من التفاؤل والثورة والتمرد الذي انتهى إلى الواقعية والارتباط بظروفنا الاجتماعية والسياسية. ومن الجدير بالذكر أن شعراء الاتجاه الوجداني لدينا ليسوا كلهم سواء في درجة تأثيرهم بالرومانسية الغربية، أو تمثلهم لخصائصها.




المصادر:


تاريخ الشعر العربي الحديث لأحمد قبش نشر دارالجيل بيروت

الأدب العربي المعاصر للدكتو شوقي ضيف

الرومانطيقية و معالمها لعيسى يوسف بلاطة








Chaotic India

Today I had to visit Safdarjang Hospital to see a doctor, when I entered the maingate of OPD, i was greeted with the sight of long que. I my self qued up behined the last person of the que, while in line waiting for my tern, i saw many people intercepting the line and trying to get medicla cosultation slip before others who have been in que for many hours. some of them got it, and some couldn't due to objection of some of those who have been in line for long and were running out of patience.
After getting my medical slip I reached the room prescribed in the slip, i found people fighting mildly for que without considering the serials no. given in the slip, there was a totall chaos people with approach were intercepting every now and then without any considering for those who were waiting in que. I looked like there was no rules and regulations and people either don't want to follow these nonsense things which provided conveneances and peace and falitate the process.
Nothing can change the situatioan or improve it unless people learn to have patience and consideration for others.

Saturday, August 2, 2008

الترجمة و مشاكلها

محسن عتيق خان

الترجمة و مشاكلها

الترجمة أهم وسيلة من وسائل توسيع آفاق المعرفة و تسريع وتيرة التفاعل الحضاري بين الأمم حتى تتجاوز الأطراف اللغوية الضيقة لمعرفة العالم . إنها الوسيلة الأرفع لحوار الحضارات منذ القديم و قد ازدادت أهميتها في الوقت الراهن . فالأمم الأكثر تقدما هي الأكثر اهتماما بالترجمة لأنها تدرك أن الترجمة وسيلة مشاركة في ثمار العقول البشرية كافة. إنها ليست عملية نقل حرفي من لغة إلى أخرى، ولا هي صناعة ميكانيكية تقوم بإحلال كلمة أجنبية مقابل أخرى مغايرة. إنها إعادة صناعة المادة الأدبية وإدخال محسنات إضافية عليها لتكون صالحة للتداول في مجتمع آخر، وهي بالتالي إعادة صياغة للنتاج الأدبي أو الفني بأسلوب جديد.والترجمة بخصوصيتها الثقافية ومناخاتها جسر تواصل تشمل على جملة من النشاطات الذهنية تنهل من اختصاصات في اللغة والثقافة والتأليف والنحو.. وهي دعامة اساسية من دعامات التقدم والنهضةوالحضارة. تعريف الترجمة:

قد وضع لها علماء اللغة و الترجمة تعريفات متعددة و هنا نعرض بعضها لكي يتسنى لنا فهم هذا الفن الجليل الذي له العالم الخاص و المجال الواسع و له جذور الضاربة في التاريخ.

فعند نيومارك (Newmark) اللغوي المترجم الشهير " الترجمة هي مهارة تتمثل في محاولة إحلال رسالة أو بيان مكتوب بإحدى اللغات برسالة أو بيان مكتوب بلغة أخرى ".
و يقول كيتفورد Catford إن الترجمة هي"عملية إحلال النص المكتوب بإحدى اللغات(و يسميها اللغة المصدرSource Language SL) إلى نص يعادله مكتوب بلغة أخرى (و يسميها اللغة المستهدف - أو باختصار اللغة المنقول إليها-Target Language TL)." أما هليدىHalliday فيعتقد أن "المعادل النصي فيما بين نصي اللغة المصدرو اللغة المنقول إليها لا يتطلب بضرورة إيجاد المقابل الشكلي بين هذين النصين على مستوى المفردات او القواعد، ولكن إيجاد معادل على مستوى النص بأكمله."و يقول بينشوش Pinchuch إنه" إذا كانت الترجمة تتمثل في عملية إحلال الكلمات وحدها، فقد يكون الإجراء الملائم هو الرجوع لقاموس ثنائي اللغة، على أن الترجمة، كما ينظر إليها كيلى Kelly، هي "تطبيق للغويات من منظور افتراض توافر السعي لإخراج نص يحمل المعنى المعادل للنص الأصلي."ويعتقد ((طه حسين))"أن الترجمة في الفن والأدب ليست وضع لفظ عربي موضع لفظ أجنبي، إذ أن الألفاظ شديدة القصور عن وصف الشعور في اللغة الطبيعية فكيف بها من لغة أخرى؟ الترجمة الفنية والأدبية عبارة عن عمليتين مختلفتين وكلاهما عسير". أما تعريف المترجم فهو كاتب ثان للنص و ليس مجرد ناقل له من لغة إلى أخرى ؛ وهو مسؤول عن أي إخفاق في نقل النص الأصلي بأمانة و دقة . و يجب أن يكون المترجم قادرا على مجاراة المؤلف الأصلي و التحليق في آفاق موازية لما أراده المؤلف .إستراتيجية الترجمة: ومن التعريفات السابقة نجد أننا نسعى بين اللغتين عند الترجمة:
اللغة الأولى: وهي التي ستتم الترجمة منها – أو اللغة المصدر SL.
اللغة الثانية: وهي اللغة التي ستتم الترجمة إليها – أو اللغة المنقول إليها TL.
ولكي تتم الترجمة بطريقة سلسة ووفق منهج صحيح، لابد من وجود قاعدة معينة نتبعها أثناء الترجمة. وتتمثل هذه القاعدة فيما يُعرف بـ " استراتيجية النقل " Transfer Strategy والتي تتمثل في:SL SL Rethink TLومعنى ذلك أنه قبل أن نشرع في عملية الترجمة، فلابد لنا من فهم نص الرسالة المكتوبة باللغة المصدر من منظور أو على أساس القواعد الحاكمة لهذه اللغة نفسها. وتنطلق هذه القاعدة من بديهية مؤداها أن المترجم لا يستطيع ترجمة شيء لا يفهمه، أو أنه سيقوم بالترجمة بطريقة خاطئة إذا لم يحاول فهم نص الرسالة التي يقوم بترجمتها. فإذا ما انتهى المترجم من فهم نص الرسالة المكتوبة هكذا، كان له الحق في أن يشرع في عملية " إعادة التفكير "، وهذا ما يعني المقابلة بين القواعد الحاكمة للغة المصدر SL والقواعد الحاكمة للغة التي سيتم النقل إليها TL، وإيجاد الصورة الملائمة الموجودة في اللغة التي سيتم النقل إليها، والتي تكاد تكون معادلة تماما للصورة التي كُتبت بها الرسالة في اللغة المصدر. وحينئذ يقوم بالترجمة التي ستكون أقرب صورة لنص الرسالة المكتوبة باللغة الأصلية. أي أنه يجب على أي مترجم أن يفهم أولا الرسالة التي سينقلها على أساس قواعد اللغة المكتوب بها هذه الرسالة نفسها، ثم بعد ذلك يعيد نقل الفكرة إلى اللغة المنقول إليها.
وهكذا فلابد للمترجم من السير وفق هذه الاستراتيجية لكي يتجنب الوقوع في الأخطاء، ولكي تكون ترجمته أقرب شيء إلى الصواب. مراحل الترجمة: ومما سبق نجد أن عملية الترجمة تنقسم إلى مرحلتين أساسيتين:المرحلة الأولى: وتهتم بتحليل analysis نص الرسالة المكتوبة باللغة المصدر SL، من أجل التوصل للمعنى الحقيقي الذي يتضمنه هذا النص. ثم نبدأ في عملية إعادة التفكير، لندخل إلى:
المرحلة الثانية: وتهتم بصياغة synthesis معنى النص المترجم باللغة المنقول إليها TL، من أجل التوصل إلى أسلوب صحيح تماما يماثل الأساليب التي تتم الكتابة بها عادة في هذه اللغة. أنواع الترجمة: تنقسم الترجمة إلى ثلاثة أنواع:
  1. ترجمة تحريرية:هي ترجمة نص مكتوب إلى نص مكتوب بلغة اخرى.
  2. ترجمة تتبعية:هي عندما يستمع المترجم للمتحدث وعندما يصمت المتحدث يبدأ المترجم بإعادة ما قاله المتحدث باللغة المترجم لها, وعادة يستخدم هذا النوع من الترجمة في المقابلات بين رؤساء الدول و كبار المسؤلين .
  3. ترجمة فورية: هي ترجمة ما يقال من قبل شخص اثناء حديثه بحيث يضع المترجم سماعة يستمع من خلالها للمتحدث وفي نفس الوقت يترجم إلى اللغة الاخرى,ويعد هذا النوع أصعب انواع الترجمة على الاطلاق حيث انه لايستحمل الخطاء او التفكير ولابد من ان يكون الترجم متقنا لكلتا اللغتين, ويستخدم هذا النوع من الترجمة في البرامج التلفزيونية المباشرة التي يستضاف فيها اجانب كما نشاهد عادة في قناة الجزيرة والعربية.
مكان الترجمة و أهميتها: الترجمة تحتل مكان لغة التعارف بين الأمم و الشعوب و الدول منذ القدم، فقد استطاعت الأمم والشعوب، بفضل هذه اللغة، أن تتبادل الأخذ والعطاء منذ أقدم العصور، مثرية بعضها بعضا، ومستفيدة من ذلك أشد ما تكون الاستفادة. فلولا ترجمة كتب الأديان لما تمكن الدعاة من إشاعة أديانهم و مذاهبهم في غير مناطقهم، و لو لا ترجمة الآداب لما عبرت الإلياذة وألف ليلة وليلة الأزمنة والأمكنة، ولما استلهم دانتي المعري، ولما استمتع الناس بما أبدعته أقلام سيرفانتس وتولستوي وبلزاك وهمنغواي وماركيز ومحفوظ ودرويش، ولولا ترجمة العلوم منذ قرون لما انتقلت معارف اليونان وبلاد فارس والهند إلى بغداد، ولما ارتحلت بعد ذلك إلى باليرمو وساليرنو وطليطلة بالأخص، ثم منها إلى باقي ربوع أوروبا، ومنها، أخيرا، إلى أرجاء العالم كافة. ولولا ممارسة الترجمة الفورية لما عُقدت آلاف المؤتمرات والاجتماعات الدولية والإقليمية، ولما أبرمت أعداد لا تحصى من العقود والاتفاقات... ولولا كل ذلك لما اطلع الناس على أساليب معيشة شعوب وأمم مختلفة عنهم، ولما نشأت ألوان من التفاهم والألفة والحوار والتفاهم بين الثقافات، حتى وإن كانت الترجمة تستغل أيضا في سرقة أفكار الغير، والاعتداء على الآخرين، وشن الحروب، وارتكاب المظالم.
لنتصور عالما بدون ترجمة! - افتراض مستحيل؟
لنحصر هذا الافتراض المستحيل في مجال واحد فقط، هو مجال الإعلام. فهل يمكن أن نتصور إعلاما من دون ترجمة؟ أونتصور وكالات الأنباء العظمى التي تحتكر نقل الأخبار اليومية بما لا يزيد عن خمس لغات أو ست، منها لغة واحدة (من لغات الشمال) تحظى بنصيب الأسد. ومن هذه اللغات القليلة تنقل الأخبار إلى عشرات، بل مئات من لغات الجنوب. مشاكل الترجمة : الترجمة عمل شاق و مهنة دائما في محنة، فليست هي مجرد نقل عمل أدبي أو علمي من لغة إلى لغة أخرى، بل هي إعادة "خلق" ذلك العمل في لغة أدبية تقربه إلى الناطقين باللغة المترجم إليها و لذلك هي تتطلب مهارات خاصة منها الإلمام بكلتا اللغتين إلماما دقيقا يسهل على المترجم توصيل الفكرة التي أرادها الكاتب بأقصر طريق، كما تتطلب الترجمة معرفة عميقة بأسلوب الكاتب المترجم له و دلالات الألفاظ التي يستخدمها، و الاطلاع الواسع على كل أعماله لاستيعاب أسلوبه الأدبي و شخصيته الأدبية من خلال أعماله مما يعين على الترجمة الدقيقة المناسبة لأعماله. و كذلك تتطلب الترجمة الإلمام الكافي باللغة المترجم إليها و معرفة أسرارها البلاغية و تعبيراتها المستخدمة مما يساعد على النقل الأمين و المناسب للعبارات و الأفكار. ذلك أن لكل لغة أساليبها و تعابيرها الخاصة المرتبطة بثقافتها و حضارتها و عادات و تقاليد الناطقين بها. و تختلف درجة صعوبة الترجمة من كاتب لكاتب و من عمل أدبي لآخر، لأن لكل كاتب موضوع و لكل موضوع ألفاظه و تعابيره الخاصة التي قد يصعب وجود مقابل لها في اللغة المترجم إليها.وهنا نعرض كيف يدرك ويعالج المترجم الشهير فيدروف بعض المشاكل الرئيسية مثل المعجمية والنحوية والنصوصية(اي جنس النص المترجم)التي تظهر اثناء الترجمة.المشاكل المعجمية، وتتناول أمرين: اولهما عند استدعاء الحاجة الى صياغة مصطلح جديد غير موجود في اللغة المترجم اليها، فكيف يتعامل معها المترجم. يجيب فيديوروف بالقول انه في هذه الحالات المعدودة التي يلجأ فيها المترجم لصياغة مصطلح جديد، عليه ان يعمد الى العناصر المعجمية والصرفية الموجودة في اللغة المترجم اليها إنطلاقا من معرفته واحاطته بهذه العناصر؛ اخذا بنظر الاعتبار اهمية سياق النص الذي يحتوي على الكلمات او التعابير التي هي بحاجة الى صياغة مصطلحية. ويعطي فيدوروف اهمية لمضمون النص المحدود منه والواسع لانه من الضروري الاختيار بين الامور الثلاثة الآتية عند الحاجة لنقل معنى غير موجود في اللغة المترجم اليها، وهذه الاختيارات هي: n عدم وجود -في اللغة المترجم اليها- مكافئ معجمي لكلمة في اللغة المترجم عنها n المكافئ غير تام ، بمعنى انه يعطي جزئيا معنى الكلمة الاجنبية n وجود كلمات مختلفة في لغة الهدف مقابل معاني مختلفة لكلمة محل اشكال في اللغة المترجم عنها. والامر الثاني يتعلق بالمرادفات حيث يتردد احيانا عند ممارسة الترجمة وحتى بين المترجمين المحترفين الحديث عن محدودية هذه اللغة او تلك للتعبير عن معنى محدد لكلمة او تعبير. غير ان واقع الامر هو ان العجز ليس امر اللغة نفسها بقدر ماهو قصور الملكة المعرفية للمترجم ، إذ تمكنه هذه الملكة من عرض اكبر عدد ممكن من البدائل الترجمية التي تحتويها اللغة فضلا عن انه لايلجأ الى المصادر المعجمية لاستشارتها متخذا بذلك موقفا سلبيا أمام مشكلة البحث عن المكافئات. إن هذا النقص في روح التقصي والبحث يشكل دونما شك احدى المشاكل التي يصعب تجاوزها حتى عند اؤلئك المترجمين المقتدرين حيث يتولد عندهم شعور الكفاية الذاتية و الثقة المفرطة متانسين محدودية الخزين(الحفظ) البشري الذي يتطلب التحديث والتجديد من حيث علاقته بالذاكرة. ويعلق فيديوروف قائلا: انه كلما توسع وكبر مجال وسائل المرادفات التي يمتلكها المترجم، زادت امكانية نجاح عمله. مشاكل النصوص:بلا شك، لم يقتصر جهد فيدوروف ومساهماته على مجال نظرية الترجمة بل يتعداه الى حقل النظرية اللغوية نفسها حين يعي محللا ومطبقا فرضية ما حول معالم( طوبوغرافية) النصوص وتخصصية النصوص؛ حيث يمكن اعتبارها احدى اولى المحاولات المنهجية في دخول حقل النصوص اللغوية. لانه لا يكتفي بتقديم اعتبارات نظرية فقط، بل يطبقها بصورة صحيحة في حالات ترجمية معينة.ويقر فيديوروف بريادة سوبوليف في حقل المعالم النصية(طوبوغرافيا النص). في كتابه مسائل نظرية ومنهجية في الترجمة العلمية، يميز سوبوليف( حسبما يذكر فيدوروف) المادة المترجمة الى ثلاث مجاميع اساسية من جهة نصوصها: فنية، اعلانية وعملية. وتتميز هذه الانواع الثلاثة من النصوص وفقا لسوبوليف بالخصوصيات التالية: فالمعيار لدقة الترجمة الفنية هو نقل الوسائل التعبيرية المختلفة من جهة ثراء التصورات والخيال ومشاعر الانفعالات واما النصوص الاعلانية فخصوصيتها تكمن في طبيعتها الدعائية جدا واخيرا تتميز الترجمة العلمية والتقنية بالمصطلحات.ومن جهته ، يقسم فيدوروف اعمال الترجمة غير المقتصرة على النصوص الادبية الى ثلاث مجاميع : 1- نصوص صحفية- اخبارية، توثيقية وعلمية متخصصة. 2- نصوص دعائية 3- أعمال فنية ادبيةوفيما يتعلق باحتمالية وجود نصوص تجمع خصائص اكثر من نوع واحد من المجاميع المذكورة اعلاه وحول معيار التصنيف، يقول فيديوروف:"يشار احيانا بهذا الخصوص بوجود مواد انتقالية وسطية او انواع هجينة من المواد ، مثلا في الادب الفني: اعمال تتعلق بالاخراج ولكنها ذات مصطلحات غزيرة وبيانات واقعية؛ وفي الادب العلمي: اعمال ذات طبيعة شعبية تستخدم وسائل تعبيرية ثرية بالخيال والصور الفنية.ان معيار هذا التصنيف هو اسلوبي محض بكل ماتعنيه الكلمة . حيث يسجل هذا التصنيف الوظائف التي تؤديها هذه الطائفة او تلك الطائفة من الوسائل اللغوية(من نحو مصطلحات، تعابير، خصائص جنس معين ، تراكيب نحوية سائدة، عناصر معجمية وقواعدية ثرية بمخزونها من الصور والمشاعر)، جنبا الى جنب الخاصية العامة للمضمون الذي يتم التعبير عنه من خلال الجنس الأدبي المعين."يلاحظ بوضوح ان فيدوروف بعرضه هذا التصنيف لمعالم النصوص، نجده متساوقا ومتناغما مع ماعرضه حول تلاحم الشكل والمضمون وحول النص كوحدة تحليلية. حسنا ، ان الاتساق النوعي بين بعض وسائل تعبيرية مختلفة(مصطلحات، تراكيب نحوية، صور تعبيرية) والمضمون نفسه الذي يعبر عنه في النص بوساطة هذه الوسائل ، هو الذي يقرر الانتساب من عدمه الى احدى انواع المعالم النصية التي ذكرها المؤلف. من جهة اخرى، وفي نفس اتجاه تفكير فيدوروف، نضيف ان هذا الاتساق النوعي بين الشكل والمضمون والذي يقرر معالم النص، ذي علاقة مباشرة باهتمام المؤلف وانشغاله لتحقيق وبلوغ الاستقبال (= الاستيعاب) المناسب عند مستمع النص او قارئه.لنمعن النظر وبدقة متناهية في اطروحات فيدوروف حول النصوص العلمية والنصوص الادبية اللتان تعتبران متضادين من جهة اقامة وتاسيس الاتساق بين الشكل والمضمون.النص العلمي: يشير فيدوروف الى اهمية المصطلحات قائلا: في ترجمة النص العلمي - التقني(كتب، مجلات وموسوعات)، تواجهنا مسائل المصطلحات بكل ابعادها ذات العلاقة بحقل من حقول المعرفة.وعموما فان مصطلحات جزء من نص متخصص معين تسود على بقية اجزاء النص من الكلمات. ولكن يصدق ايضا ان الكلمات العامة عند ورودها ضمن مجال من مجالات العلم والتقنية ، قد تكتسب معاني مختلفة باعتبارها ترمز الى اشياء ومفاهيم مختلفة اعتمادا على المضمون. في هذا الصدد يعتبر الاقتراض اللغوي حلا مهما حين لايوجد المقابل في اللغة المترجم اليها.النص الادبي: تكمن مهمة الترجمة في النص الادبي باعادة انتاج واظهار الخصائص الفردية لنص اصلي معين ، وهذا يشير الى وظيفة النص وليس بالضرورة الى الخصائص الشكلية في الاصل: مثلا في الترجمة من العربية للإنجليزية، عندما يكون تركيب العبارة والمعنى الجوهري للكلمات في حوار رواية او عمل نحوي مناظرا للنص الاصلي، يتم بسهولة تحسس اللون الادبي للنص الموجود في الاصل.ومن تعريف الفن على انه فكر مصور وفكر خيال، فان صور الادب الفني ، على خلاف صور الفنون الاخرى، ترتبط مباشرة باللغة التي تمثلها وتستعرضها- اي الصور- "كعنصر اولي" حسب قول غوركي. وهذا يعني ان اسس هذه الصور الادبية هي فئات لغوية معينة: معجمية ونحوية، حيث ان الارتباط بين الصورة والفئة اللغوية هو ارتباط وثيق ومباشر. وهذا يقرر وبدقة نوعية العلاقة بين المضمون والشكل اللغوي في الفن الادبي مقارنة بالنص العلمي والنص التوثيقي العملي والنص الصحفي الاخباري حيث وظيفة الشكل اللغوي هي التعبير عن المفهوم والفكرة مؤديا بذلك مقاما اقل فاعلية. بينما نجد ان الشكل اللغوي في النص الادبي يتبادل استثنائيا عمله الفعال مع المضمون او مع كل صور المنظومة، بحيث تكون خصائصه مقررة لاستيعابه.وهكذا فالعلاقة الوثيقة و المباشرة بين الشكل والمضمون في النص الادبي تجعل من ترجمته محفوفة بمشاكل نوعية من جهة تسلسل الوسائل اللغوية الشكلية التي تسمح باعادة انتاج مضمون الصور الموجودة في النص الاصلي. على ان هذا لايعني استحالة ترجمة نصوص من مثل هذه الانواع وعلى وجه الخصوص الشعرية منها بسبب خصوصيات الشكل في النص الاصلي. تمتلك اللغت وسائل ، ليست بالضرورة صنوية، يمكن اللجوء اليها لاعادة انتاج شكل معين . ولقد ترك هذا السيل من احتمالات العلاقة بين وسائط الشكل اللغوي والمضمون في انجاز ترجمات الاعمال الادبية بصماته ولايزال في تاريخ الترجمة.وعلق فيدوروف على هذه النقطة قائلا: وفيما يتعلق بتعميم هذه التوجهات التي لوحظت وتلاحظ في الترجمات(في الماضي وفي الوقت المعاصر)، يمكننا ان نبين بعض حالات اساسية من العلاقة والتقابل بين خصوصية النص الاصلي وترجمته: فقدان شخصية النص من اجل تحقيق مفهوم الضرورة الادبية لمعيار اللغة التي يترجم اليها وكذلك لاجل تحقيق التذوق لاتجاه ادبي معين. محاولات اعادة انتاج العناصر الشكلية للاصل دون اعتبار لمتطلبات اللغة المترجم اليها، و تؤدي هذه الظاهرة في النهاية الى انتهاك معايير هذه اللغة وتضفي عليها قيمة اسلوبية متدنية. تحريف وتشويه الخصوصية الفردية للاصل كنتيجة لعملية اختيار عشوائي للوسائل اللغوية، فضلا عن الابدال العشوائي لبعض خصائص النص الاصلي ودقائقه الاحتفاظ بقيمة التفرد الخاص للنص الاصلي بجميع دقائقه الاساسية ووفقا لمتطلبات لغة الهدف. ويتضح ان العنصر اللغوي يجب ان يؤدي مقاما مميزا في تشكيل علم الترجمة ،الذي يمر اليوم بمرحلة تعزيز اسسه، حسب ما طرحه فيدوروف. على ان هذا لايعني أن تقتصر الدراسات الترجمية على التحليل اللغوي بالمعنى الحرفي، بل تعني ان يكون التحليل اللغوي هو نقطة ألانطلاق. يتبين لنا ايضا مما استعرضناه في هذه الدراسة ان فيدوروف يعتبر رائد علم الترجمة الحديث وان لم يقر له بذلك الا بضعة باحثين في الترجمة مثل (مونين) و(جارسيا - يبرا)... و هذا واضح وجلي اذ تتاكد لنا صلاحية عمله وفاعليته عند تامل ودراسة اطروحاته النظرية التي عرضها وطبقها على حالات معينة محل إشكال ومن خلالها ندرك حرصه وشغفه على تفسيرها باسلوب تعليمي وواضح بحيث يستفيد منه المترجمون والمهتمون بتدريس اللغات على حد سواء.ولدراسة الترجمة بصورة علمية فهناك منهجان هما: علم الترجمة العام وهو يقابل ما اطلق عليه فيدوروف النظرية العامة، وعلم الترجمة الوصفي (النظرية الخاصة باصطلاح فيدوروف) الذي يتولى دراسة المشاكل الترجمية في لغتين. وبهذه الطريقة يتولد في الترجمة منهج بحثي يكون مجاله-حسبما يشير فيدوروف- مناظرا لمجال الدراسة الموجود حاليا بين علم اللغة العام وعلم لغة معينة على وجه الخصوص. فبينما يسعى علم اللغة العام الى تاسيس مبادىء لغوية عامة على نطاق عالمي، نجد الثاني يجتهد في تاشير(=وصف،تحليل،توضيح)خصائص الاختلاف بين اللغات الموجودة.يتولى علم الترجمة العام-متبعين مبادىء فيدوروف وحسب فهمنا لها- دراسة الانساق العامة الموجودة في النشاط الترجمي ؛ يعني توضيح القاسم المشترك للنشاطات ،المناهج والوسائل المؤدية الى انجاز العمل الترجمي. وبالنشاطات نعني الى مايدور في خلد المترجم من أنشطة والتي يكمن احدها في ربط وسيلة لغوية ما بالمحتوى النصي المقابل باتفاق وتناسق مع السياق والمتغايرات الاخري الموجودة في العملية الترجمية. اما المناهج والوسائل فتشير الى التقنيات والطرق اللازمة لتحقيق النشاط الترجمي. ومن جهته فان علم الترجمة الخاص يتولى دراسة موارد التشابه والاختلاف الموجودة بين لغتين معينتين ،اعتمادا على علم اللغة المقارن،من حيث الأنماط والنصوص والقواعد.في النهاية تجدر الاشارة الى ان فيدوروف عام 1953 اقر احدى فرضيات معالم النصوص وطبقها بنجاح في تحليله على بعض المشاكل وخاصة في الترجمة الادبية. إن هذا يشكل بلاشك سابقة قيمة لعلم اللغة النصوصي ،الذي ترسخت جذوره الاساسية في المانيا خلال حقبة الستينيات، وكذلك لعلم الترجمة الحديث الذي يقيم ويدرك الاهمية النظرية والاهمية التطبيقية لدراسات المعالم النصوصية. المصادر:
  1. محمد فرحات: الترجمة العلمية، طبع شركة رشاد، بومس، بيروت، لبنان، الطبعة الثانية عام 1996م
  2. إبراهيم زكي: فن الترجمة و مشاكلها، طبع بدار النشر و التوزيع، بيروت ، لبنان، الطبعة الأولى سنةم1991م.
  3. الدكتور قمر رئيس: ترجمة كا فن اور روايت، تاج ببلشنغ هاؤس، المسجد الجامع، نيو دهلي, يوليو عام 1976م.
  4. - جورج مونين(1963): مشاكل الترجمة النظرية" بحوالة مقال على الإنترنت.
5. P,Newmark : Meaning-based Translation (1989) بحوالة مقال على الموقع الشبكي:http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm
  1. فيدروف "مسائل نظرية ومنهجية في الترجمة العلمية" بحوالة مقال على الموقع الشبكي: http://www.bakatheer.com
  2. جريدة (الزمان) العدد 1393 التاريخ 2002 - 12 -

الجحيم في النعيم

الجحيم في النعيم (قصة قصيرة)تدور حول قضية كاشمير

الجحيم في النعيم

قصة قصيرة

كانت اليلة قد أرخت سدولها في الوادي، و المخيمة للقوات التي كانت على أعلى قمة الجبل للمراقبة قد غرقت في ظلام صامت. و الجنديون الذين سكنوا في هذه المخيمة قد أووا إلى فراشهم للوقاية عن البرد الشديد، و لكن لم يأتهم النوم ، و كانوا يتقلبون في الفراش، و يتجاذبون أطراف الحديث. وخلال مسامرتهم قال راما كمار "ما أشد البرد! "فقال بون جندي آخر"إلى متى نقاسي هذا البرد الشديد في هذا الوادي؟ عند ئذ قال راجيش"لماذا لا نفعل شيئا نرتقي به المناصب و نتمتع بجمال فتيات هذا الوادي كما يتمتع كبارنا،فإنهم في كل ليلة يخطفون بعض فتيات، و كثيرا ما يقبضون على بعض الشباب ثم يستدعون ذويهم ليلا،وربما يجبرون أخواتهم وزوجاتهم على ممارسة الجنس لإطلاق سراحهم. فقال غريس"نعم البارحة خطف كرنال شابا ودعى......فقال راما كمار قاطعا كلامه "لماذا لا نفعل مثلهم"عند ذالك قال أمرسنغ وهو مأمؤر عليهم و يفوقهم لحدة ذكائه"لا يمكننا أن نفعل مثلهم إلا أن نحل المناصب العليا.فسأل راجيش"ما هو السبيل؟ هل لديك فكرة؟ فأجاب"هذا أمر بسيط، سنخطف بعض الشباب من القرية المجاورة ونتهم بأنهم من الإرهابيين و نقتلهم في الغابة في مواجهة مزورة،ونضع عندهم متفجرات ثم نخبر الصحفيين عن الأمر فيشيدون بنا و ينشرون بأن بعض الإرهابيين قد قتلوا في مواجهة مع القوات. و بذالك نكتسب الشهرة و نحصل على الجوائز،والمناصب. و ليس هناك أحد من يريد أن يكتنه الأمر." عند ذلك صاحوا جميعا إلا راما كمار"فكرة صائبة نحن راضون." قال رام كمار"لماذا نقتل الأبرياء، إذا نحن بقاتلين فعلينا أن نقتل الإرهابيين". أمر سنغ :( ضاحكا)"هل سمعت عن أحد الجنديين يريد أن يواجه الإرهابيين؟ رام كمار:"و على رغم ذلك يقتلون كثيرا منهم." أمرسنغ:"قد أسأت الفهم، إنهم لا يقتلون إلا الأبرياء ولا تحدث المواجهة الحقيقية إلا نادراما. رام كمار: (باستعجاب)"أ هذه حقيقة؟ أمرسنغ:(بالتأكيد)"نعم" رام كمار:"إن هذا لظلم" أمرسنغ:"إنهم ظلمونا في عهد حكمهم" رام كمار:"لا، و راما، هذا كذب و بهتان، كنت طالبا للتاريخ في كلية و درست التاريخ الهندي المتوسط بكل دقة و وجدت أن كل ما درست في حياتي المدرسية كان بهتانا على السلاطين المسلمين و هناك قصص رائعة عن عدلهم و......"قطع كلامه أمر سنغ قائلا"دع هذا الموضوع و أخبرنا هل تساهمنا فيما قررنا أم لا" قال الآخرون معا"نحن نحقق هذه المؤامرة" و بقي راما كمار ساكتا. في نفس الليلة، و قد مضى ثلثها، نزلوا إلى الوادي تاركين رام كمار نائما في المخيمة، و تقدموا إلى بيت يقطنه خمسة رجال،و دهموه و ذهبوا بهم إلى الغابة و قتلوهم وألقوا عندهم البنادق و المتفجرات. وفي الصباح نشرت كل صحيفة في صفحتها الأولى"قتلت القوات خمسة إرهابيين في مواجهة استمرت طول الليلة."و أشادت بهم وسائل الإعلام و أعلنت الحكومة لهم الجوائز.و عندما وقف راماكمار على كل ما حدث وقع في ورطة و لم يدر ماذا يفعل،و أخيرا قرر أن يفشي سر المؤامرة فاتصل بأحد كباره على اللاسلكي و أخبره كل ما حدث، فقال "أعرف، ولكن لا تبح بذلك أحدا،و لا بأس في قتل المسلمين سواء أ كانو إرهابيين أم لا، وهذا ليس بشئ جديد فحينا بعد حين نفعل كذلك."

محسن عتيق خان السنة الأخيرة من البكالوريوس مركزالدراسات العربية والإفريقية جامعة جواهرلعل نهرو نيودهلي،الهند

SATANPURWA

SATANPURWA is a village with a combined population comprising of both Islam and Hindu religions, and diverse casts and creeds. It is situated seven or eight k.m. Away in the south west of Inhauna that is seventy km. Away from Lucknow on the Lucknow-Sultanpur National Highway. It is a Mauza under the district Raebareli, and one of the biggest villages in the area. It’s Tahsil and legislative constituency is Tiloi and it’s parliamentary constituency is Amethi. It has a post office and a government primary & middle school. Earlier there was a branch of Gramin Bank that lately shifted to Ahorwa Bhawani. Green fields and orchids of mangoes surround it from all sides and make the environment pure and clean. On it’s south a big canal flows that irrigates the agricultural fields in that area with the help of several minor canals. A paved road surrounds it from its east and north combining Ahouwa Bhawanin and Haider Garh. The first one is four km. From the village, and the second one is eleven km. The historical back ground: Their history dates back to the ancient India, and they belong to Shaktriya clan of Aryans. Like other Aryans they were also idle worshipper but in 15th

Century their fore father…………. Son of……….Embraced Islam on the hands of ……………and thus started a new chapter of their history. The (not complete yet)

KHANS OF SATANPURWA: Khans of Satanpurwa are living in a semi tribal form in a group of villages that are situated seven or eight km. Away in the south west of Inhauna that is seventy km. Away from Lucknow on the Lucknow-Sultanpur National Highway. There are seven villages, in which they have been living for generations. Satanpurwa is the biggest village among these. It is a Mauza under the district Raebareli. It’s Tahsil and legislative constituency is Tiloi. All the other villages of Khans fall under Satanpurwa.Three villages namely Garhi Wasil(choti garhi), Garhi Dilawar(Behrana) and Garhi Aladad(jhalia) comprise purely khan family and no other cast, creed or religion is found there. The four other villages that have a combined population are Satanpurwa, Bangra, Garhi Mohkam(Bari Garhi) and thakurain purwa. The genealogical tree of the forefathers of Khans who inhabit these villages is as below.

Zabardast Khan
!

Zorawar Khan Rustam Khan Dialwar Khan Khairandaz Khan

! !

! (Forefather of Garhi Dilawar)

Najaf Khan Mohkam Khan Neamat khan Razawand Khan HaiderKhan

! ! ! !

(child less)(Forefather of Garhi Mohkam) Wasil khan Khudabakhs Khan

!

(Fore father of Garhi Wasil)

A son of Wasil Khan, Quasim Khan is the forefather of Thakurain Purwa and Mohd Latif (my grandfather) a son of Wasil khan’s grand son Imam Ali shifted to Satanpurw.

(Child less)

SheraKhan AladadKhan AsadAliKhan AbulHasanKhan MahmoodKhan Wahab Khan ! ! ! ! ! ! ! (child less) ! Jumman Khan Salamat Khan !

Fore father of a few families in Satanpurwa.

(fore father of Garhi Aladad) ! ! ! (Child less) (Forefather of Bangra village)
Their economic, educational, religious, political and
social conditions
Economic Condition: After the zamindari was abolished their economic condition became critical and it was very difficult for them to live on a little agricultural land that somehow remained in their hands, with the day-by-day increasing population, unemployment prevailed and poverty stroke them. The situation remained so till the late 20th century when the new generation started to leave the villages to big cities like Delhi, Mumbai, Surat, and Ahmadabad etc. in the search of livelihood.The youngsters who came to Delhi adopted the hard profession of house painting and those who went to Surat and Ahmadabad indulged in hand dying and most of them set up their own hand dying shops. That industry once boomed and they made big bucks and the economic situation once looked improved, brick houses replaced the houses of mud and a number of vehicles started to appear on the roads of these villages, but soon this industry went down. In Mumbai some of them started their own little business and some involved in the same as in Surat and Ahmadabad.
Educational Condition: Till the end of 20th century the education was nil. All the people were illiterate and there were only four or five people who passed out 10+2 but could not go ahead, with the exception of Dr. Shamim Akhtar khan who is the only well educated man not only in the khan family but also in the whole area. And then only two or three graduated in a college situated in Semrauta. Some boys passed out in some Islamic Madrasas and a few of them left to Delhi for higher studies. Earlier there was only one government primary & middle school and a small unimportant Islamic Madrasa In Satanpurwa and a Madrasa in Behrana. Later in 2000 private public schools started to appear in Satanpurwa .A school namely BRIGHT WAY PUBLIC SCHOOL was set up by Mr. Faiz Mohammad Khan and Mr. Vash Mohammad Khan in Satanpurwa and a semi Madrasa type school in Garhi Aladad (Jhalia), and later a school BRIGHTWAY BALIKA INTER COLLEGE was started by Dr. Shamim Akhtar Khan at Bangra. They had to work hard to get students for their schools because peoples mostly send even their sons of early ages to work in cities and don’t know the importance of education. Any ways the educational condition of them has gradually started to improve now. Religious Condition: Even after they all are Muslims for many generations the scenes of superstition, polytheism and un-Islamic rites, rituals and customs are very common there. I won’t be wrong if I say they are unaware of the soul of Islam and the Tauhid (monotheism) does not exist there. They get blessings from tombs and most of them aspire to visit Places of tomb worship like Ajmer, Dewa, kichaucaha etc. Even many of them believe that a man’s visit to ajmer seven times in his life is equal to a Hajj. Many say if there had been a more Mazar (tomb) in Ajmer the Hajj would have been organized here, and so on. Several kind of Fatihas, Tija, Chaliswan, Urs and Muharram are considered the symbols of Islam here. Gyarhvin or fatiha of Bare-pir (sayed Abdul Qadir Jeelani R.A.) is celebrated warmly and in the same way Barhvin the birthday of our prophet Mohammad (S.A.S.) is also celebrated. Muharram is the main festival of them. Many of them keep zarih (they call it taazia) at their doors in the festive season of Muharram. The importance of Muharram among them can be understood by the returning of pardesis to their homes in large numbers at the time of Muharram. It is celebrated there very warmly and with excitement and enthusiasm. The Navin and Dasvin (the Ninth and tenth day of Muharram) of Satanpurwa are very famous in the region. The satvin (the seventh day of Muharram) is celebrated in Garhi Wasil and the athvin (the eighth day of Muharram) is celebrated in Garhi Mohkam(Bari Garhi), in these days the nights are decorated and lit with the tube lights, bulbs and kumkuas by the support of generators, several kind of regional sweat cousins are cooked. A special item namely khichchar is prepared and the stalls of sharbat are set up at several places. In these, the money is spent in excess since the people donate a huge amount of money in the name of Muharram without hesitation.
The Political Situation:In and before colonial period they were jagirdars and Zamindars. None of them played an active role in the freedom struggle like other peoples of the area because they all were illiterate and did not have any leader and their villages were isolated and the voice of freedom struggle did not reach there well. After the independence too they could not produce even a district level neta (political leader). At the level of national politics they all have inclination to the Congress because their villages are located in the parliamentary constituency of Amethi where the key leaders of congress like Rajive Gandhi, Sonia Gandhi and Rahul Gandhi have been fighting and winning elections for long. At the state level politics they are divided and they incline to different political parties like Samajwadi party, Congress party and Bahujan Samaj party. Since they outnumber other people in the Mauza(Satanpurwa) the home level politics or politics of pardhani have been always in their hands. Among them, there have been two factions for long and two names have bee in use, one of Doctor Shameem Akhtar khan and the other of Ahmad Pradhan and the two were known and referred in public as Doctor and Pardhan. In seventies and early eighties there was a severe rivalry among them. And along with Khans the other people of the area as well were either this side or that side. In late eighties they reconciled and bitterness and sourness were gone but something still remained. Ahmad pradhan hold the post of Pardhani till 2000, for more than forty years. In 2000 instead of him, his son Shakeel Ahmad fought election and lost to Muazzam supported by Dr. Shamim. In next election in 2005 Shakeel won. And now again two names are referred in the region one of Muazzam and the other of Shakeel and the politics of pardhani revolves around them. But this time people are not as divided as they were at that time. But no doubt the bitterness in relations is found there. Social Condition: In the local society they hold higher position and are respected. They are proud of their family clan and status and some times the words of proud come to their tongue. But most of them don’t know how to live an Islamic or standard life. Most of the youngsters who visit their homes in the season of marriages waist their hard earned money in Nautankeys and Nach. Bachelor girls don’t wear Naqabs and don’t do any kind of Pardah whereas married women do wear Naqabs of Indian styles. Since the young boys have started to work in cities the respect and honor of elders had disappeared from the scene and the regional language has changed to some extant. Earlier a woman who visit shops or do marketing was considered wrong in the society, but lately it has become a trend among the women especially of Garhi villages to visit Inhauna for shopping on every Thursday, pretending the visit of a Mazar (tomb) there. All the seven villages have mosques and the mosque of Satanpurwa is the biggest. Only a few old people keep the mosque alive otherwise they are deserted. Many of the young who work in cities don’t keep fast in Ramadan not to speak of offering prayer (namaz). In marriage and other ceremonies many non-Islamic activities are performed like Band Baja, nach, dance and so on

مولانا مقبول احمد سالک صاحب سے چند ملاقاتیں اور باتیں

  مولانا مقبول احمد سالک صاحب سے چند ملاقاتیں اور باتیں تقریباً دو ہفتے قبل 12 ستمبر کو مولانا کی علالت کی خبر شوشل میڈیا کے ذریعے موصول ہوئ...