Wednesday, March 7, 2018

حوار: علاقات الهند والصين مع أمريكا تحت الإدارة الأمريكية الجديدة


حوار: علاقات الهند والصين مع أمريكا تحت الإدارة الأمريكية الجديدة


بقلم: سهاسني حيدر

تعريب وتلخيص: د. محسن عتيق

أجرت الصحفية الهندية سهاسني حيدر حواراً مع الخبير الأمريكي بشؤون السياسة الخارجية ديفيد روثكوف، رئيس تحرير البوابة (FP.com) أخيرا، وذلك حيال علاقات الهند والصين مع الولايات المتحدة تحت إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، وفيما يلي مفاد هذا الحوار .

في حين لم يبق إلا عشرة أيام لأداء اليمين الدستورية للرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، سألنا خبير السياسة الخارجية ديفيد روثكوبف، الرئيس التنفيذي ورئيس تحرير البوابة (FP.com)، عما يُتوقع من بعض الأيام الأوائل عقب تولي ترامب مهام مكتبه .

– وُصف العام 2016 بعام الغضب بما شاهدنا فيه النتائج المذهلة من الانتخابات في العديد من البلدان. وفي رأيك، ما هي الاتجاهات الواسعة للعام في العالم خلال 2016 ؟

كثيرا ما شاهدنا في عناوين الصحف التي تتراوح ما بين خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ورفض اتفاق السلام في كولومبيا وانتخاب دونالد ترامب للرئاسة الأمريكية، كلها تتعلق بانعدام الثقة العامة بين المؤسسات، وبشعور واسع النطاق بأن الحكومات هي أكثر استجابة لاحتياجات نخبة الناس مما هي لعامة الناس بشكل عام. وهناك عوامل أخرى تكمن وراء تحريك هذه المشاعر – يرتبط عدد منها بالاتجاهات ذات المدى الطويل. وأود أن أشير إليها كالتغيير السريع والتغيير البطيء. فإن التغيير السريع ناتج عن تكنولوجيا، ويؤدي إلى فرط الإنتاجية، مما يقوم بتغيير طبيعة العمل (بتدمير عديد من الوظائف التقليدية في الطريق) وكذلك ظهور وسائل التواصل الاجتماعي التي تقوم بتغيير طبيعة المجتمع والخطاب السياسي. أما التغيير البطيء فهو ديموغرافي يقود المجتمعات القديمة في العالم المتقدم والصين إلى تحويل ظاهرة الكثافة السكانية في جميع أنحاء العالم، وذلك يثير خوفا من “الآخر” (الذي تفاقم بسبب أزمة النزوح والإرهاب) وما إلى ذلك. ويؤدي كلاهما إلى إثارة القلق الاجتماعي والاقتصادي والذي مهد الطريق لعدم القدرة على التنبؤ السياسي وردود الفعل التي شاهدناها. وبالتالي، ملاحظة جديرة بالذكر هي أن ما نراه من عناوين الصحف يختلف من الاتجاهات التي تسود التاريخ. فكانت عناوين هذا العام مثيرة للقلق ولكن الاتجاهات التاريخية الإيجابية بما فيها اتصال متزايد، ورعاية صحية أفضل، وحياة أطول، واقتصادات نامية، وتزايد فرص الوصول إلى المعلومات، وانتشار حريات، وأقل وفيات ناجمة عن الحروب والصراع وغيرها، يشير كلها إلى أن الحياة على هذا الكوكب تتحسن رغم أنه لايمكنك أن تقول ذلك بسبب التطورات السياسية في بعض البلدان.

– هل تهدأ صدمة نتيجة الانتخابات الآن في واشنطن؟

الصدمة آخذة في الخفوت قليلا. وكثير من الناس في الجانب الجمهوري يسعون للتعامل مع ترامب كالعادة. ولكن الغالبية العظمى من الأمريكيين صوتت لصالح شخص آخر، بينما يدخل ترامب المكتب بأقل تقدير من الموافقة بالنسبة لأي رئيس مقبل في التاريخ الحديث. ويشعر كثير من المهنيين والرجال العاديين بقلق شديد بأن ترامب سيكون رئيسا مدمرا بشكل غير عادي لمصالح الولايات المتحدة في الداخل والخارج. وبالتأكيد، هذا هو رأيي.

– وفي رأيك، ماذا ستكون الخطوات الأولى للسياسة الخارجية للرئيس ترامب في 20 يناير؟

من المحتمل أن يأخذ السيد ترامب على الصين في مجال التجارة، ويتخذ خطوات “لبناء الجدار” (مع المكسيك) أو يتعامل مع الهجرة غير الشرعية من الجنوب، وربما يقترب من روسيا أكثر فيما يخص الحرب ضد الداعش، ويتخذ خطوات لتجديد الضغط على إيران اعتناقا بآراء أكثر تطرفا في إسرائيل (بما يتفق مع حكومة نتنياهو) و ما إلى ذلك.

– في رأيك، كيف ستتعامل إدارة ترامب مع الهند؟

إنني أعتقد بأن العلاقة مع الهند ربما تتحسن بشكل جيد لأن فريق ترامب متشكك فيما يتعلق بالصين، وليس هناك وسيلة لمواجهة الصين بدون علاقة وثيقة بين الولايات المتحدة والهند. وعلاوة على ذلك، أن الرئيس ترامب له علاقات تجارية في الهند، الأمر الذي يهمه. أما المكالمة الهاتفية الحارة التي أجراها مع نواز شريف كانت استنادا إلى الجهل تقريبا، فلذا لا ينبغي لنا أن نستنتج الكثير منها. إلى ذلك، يريد رجال الأعمال تعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة والهند، وسيستجيب الرئيس ترامب لذلك. حيث تشير اتجاهات التاريخ إلى تعاون أقرب وأوثق بكثير بين الولايات المتحدة والهند، فلا يمكنه أن يتراجع عن تلك الاتجاهات و هو بنفسه لا يميل إلى ذلك.

– هل سيواصل ترامب سياسة التركيز على آسيا كالمركز الدفاعي؟

أنا متأكد من أن التركيز لن يستمر على نحو سياسة كلينتون وأوباما. مما يعني بأن أهمية آسيا المتصاعدة ليست خيارا سياسيا لأنه اعتراف بالواقع الاقتصادي والسياسي. وقد تحول مركز الثقل الاقتصادي والسياسي في العالم من الولايات المتحدة عبر المحيط الهادي فيجب أن يتبعه صانعو السياسات في كل مكان.
رابط النشر:

No comments:

مولانا مقبول احمد سالک صاحب سے چند ملاقاتیں اور باتیں

  مولانا مقبول احمد سالک صاحب سے چند ملاقاتیں اور باتیں تقریباً دو ہفتے قبل 12 ستمبر کو مولانا کی علالت کی خبر شوشل میڈیا کے ذریعے موصول ہوئ...